[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ظللت أجواء رمضان الجميع بسعادة غامرة رسمت على الوجوه بسمة واسعة وعلى
أنغام المقامات العراقية والموسيقى والأغاني التراثية والشعبية استعاد
العراقيون ذكرى الأيام الخوالي والعادات والتقاليد، فقد نظمت السفارة
العراقية بالقاهرة بالتعاون مع وزارتي الثقافة العراقية والمصرية ليلة
عراقية تراثية بدار الأوبرا المصرية حضرها القنصل العراقي بالقاهرة نزار
مرجان.لعلها المرة الأولى التي تدوي فيها الزغاريد في دار الأوبرا
المصرية، إنها زغرودة عراقية مميزة أطلقتها مجموعة من النساء والفتيات
العراقيات في ليلة رمضانية تراثية تنسم فيها أبناء الجالية العراقية في
القاهرة ذكريات ونسائم الوطن، وتحولت قاعة المسرح الصغير وردهاتها إلى ساحة
فنية ضمت الدبلوماسيين والإعلاميين في مصر والعراق ضمن برنامج رمضاني
للتراث تشارك فيه تسع دول عربية.
وسط حضور كبير من الجمهور العراقي والمصري شدا
المطرب العراقي حميد منصور بمجموعة من أشهر الأغاني التراثية القديمة
واندفع مجموعة من الشباب إلى المسرح ليشاركوه برقصة الدبكة العراقية
بخطواتها وحركاتها المميزة فيما انطلقت الزغاريد من القاعة واستولت فرقة
“أنسام دجلة” على الألباب بما قدمته من مقطوعات موسيقية وغنائية وشاركت آلة
“الجوزة” التي تشبه الربابة المصرية وهي مرتبطة بأغاني التراث والسير
الشعبية.وفي البهو الخارجي أقيم معرض لمجموعة من الفنانين التشكيليين
والنحاتين العراقيين يمثلون مختلف المدارس الفنية وفي تلك الأمسية ظهر
الحضور الكثيف للجالية العراقية. وقال القنصل نزار مرجان إن العراقيين شعب
محب للحياة وللوطن بشكل كبير وهذه الأمسيات الثقافية فرصة للالتقاء
والتواصل بين العراقيين يتبادلون فيها الأخبار ويتنسمون ذكريات الوطن، وهي
مناسبة للتبادل الثقافي والتعريف بحضارة الشعب العراقي وفنونه من خلال
الموسيقى والغناء والفن التشكيلي. وعن الاختلاف بين رمضان في القاهرة
والعراق، قال إنه لا يوجد فرق كبير في شكل الاحتفال بالشهر الكريم وإن كان
السحور مميزا في القاهرة فإن الإفطار له طابع خاص في العراق حيث جرت العادة
على أن تجتمع العائلة في منزل الأسرة الكبيرة سواء كان الوالد أو الأخ
الأكبر ويأتي الجميع بأبنائهم ويفطرون معا طوال شهر رمضان.أكدت أسيل
البياتي حرم القنصل العراقي بالقاهرة أن رمضان هو شهر البهجة والسعادة في
كل بيت عراقي ورغم الغصة التي في القلوب من جراء ما تعرض له العراق فإن
الكل لديه ثقة بأن يستعيد العراق مكانته سريعا ويظل اجمل ما في العراق أهله
والعادات والتقاليد الجميلة.وأضافت إن من أهم الملامح الرمضانية في
العراق التزاور وصلة الرحم وهناك عادات جميلة منها هدية الجيران حيث اعتاد
العراقيون أن يتبادلوا كل يوم طبق مائدة الإفطار مع جيرانهم ويتلقى كل بيت
طبقا هدية يكون بمثابة مفاجأة تدخل البهجة وتعد ربة البيت بدورها طبقا آخر
هدية لجيرانها. أما أشهر المأكولات على المائدة الرمضانية في العراق فهي،
بحسبها، شوربة العدس و”الضلمة” وهي تضم كل أنواع الخضر محشوة ومصفوفة من
عدة طبقات، كذلك “التشريب” وهي تشبه فتة اللحم المصرية الشهيرة.من
جهتها، قالت يسرا الناصر الإعلامية وأخصائية علم النفس، إن “هذه الأجواء
الجميلة أعادتني لزمن الطفولة وتذكرت رمضان في العراق ولمة الأسرة الكبيرة
والمائدة الممتدة في كل بيت والتي لا يقل عدد أفرادها عن ثلاثين أو أربعين
غير الأطفال وإذا كان نهار رمضان يقضيه العراقيون في العمل والعبادة فإن
وقت السمر يكون عادة بعد صلاة التراويح وهناك الكثير من الألعاب الشعبية
الشهيرة التي تمارسها الأسر منها لعبة “البات” أو المحابس وهي تعتمد على
تكوين فريقين من شباب ورجال العائلة وتخفي إحدى الفرقتين “الخاتم” أو
“المحبس” في يد احد أفرادها وعلى الفرقة الأخرى أن تعرف في يد من الخاتم،
وكلما زاد عدد الفريقين زادت اللعبة صعوبة ومرحا”.سحر خاصحول
اختياره لمجموعة من الألحان والأغاني الشعبية التراثية لإحياء الليلة
الرمضانية العراقية بالقاهرة، قال مجيد حميد، رئيس وفد وزارة الثقافة
العراقية، إن الأغاني التراثية لها سحر خاص ودائما تجتذب الجمهور من كل
الأعمار فالصغار يرونها فلكلورا شعبيا والكبار يستعيدون معها الذكريات
العذبة وقد تم التنسيق مع الأوبرا المصرية في البرنامج الذي يتضمن 4 ليال
عراقية تقام في القاهرة خلال شهر رمضان تتضمن موسيقى وإنشادا ومدائح نبوية
وغناء تراثيا ومقامات عراقية إلى جانب معرض للفنون التشكيلية والنحت ومنها
ليلة في أوبرا دمنهور واخرى بأوبرا الاسكندرية وثالثة في وكالة الغوري إلى
جانب ليلة أوبرا القاهرة.وأوضح أنه سعيد بتجاوب الجمهور المصري مع
الفنون التراثية العراقية وتذوقه لها، مشيرا إلى أن البعض كان يردد بعض
الأغاني خاصة أغاني ناظم الغزالي لأن المقامات العراقية القديمة ليست غريبة
على أذن الجمهور المصري.وأضاف حميد أن هذا التجاوب يؤكد التقارب
بين شعبين بهما بدأ سفر الحضارة وكلاهما يحمل تراثا فنيا وحضاريا كبيرا
جعلهما متذوقين لكل الفنون.وأكد الفنان مصطفى محمد زاير، عازف العود
وقائد فرقة “أنسام دجلة” أنه يعتبر مشاركته في الأمسية العراقية بالأوبرا
المصرية رسالة تحملها فرقته نسمات دجلة إلى القاهرة من خلال الفن الأصيل
الذي يمس أوتار القلوب وتسمو النفوس ويحلق الجميع مع النغمات والمقامات
العراقية القديمة في رحلة روحانية وفنية.وبين أنه اختار اسم فرقته
“أنسام دجلة” لتكون سفيرا فنيا تعيد تقديم التراث بشكل يجمع بين الأصالة
والمعاصرة، وحرص على أن يكون هناك تناغم في توزيع الآلات بين الشرقية
القديمة والحديثة، حيث يلعب العود الشرقي دورا كبيرا إلى جانب القانون
والتشيللو والكونترباص وتحتل آلة الجوزة الوترية المعدنية مكانة مميزة فهي
تشبه الربابة المصرية وعمرها يرجع إلى اكثر من 5 آلاف سنة وتستخدم في غناء
المقام العراقي.
