اللون ( قصيدة شعب )

قال الملك مخاطبا شجرة الجوز :
ايتها الشجرة عيناي سوداوان
وتود الملكة ان تكون عيناي خضراوين
في مثل خضرة اوراقك
هب لي خضرتك
الون بلونها عيني
وبعلو قامتك الفارعة
اجلب لك ذهبا ابريزا

***********
اجابت الشجرة :
ان وهبتك لوني هذا
فلا الاطيار تعشش على اغصاني وتصدح
ولا الامطار تأتيني حاملة لي اغنيات المدن والارياف

قال الملك :
ألا أيتها الشجرة البلهاء
انني انا الملك
احترسي احذري من نقمتي
ومن انتقامي
فسوف امر ان تقطعي
بالفأس الحديد
وتستأصلى من جذورك

أجابت الشجرة :
انني معروفة بلوني
ولست ببائعة لوني
حتى لو علمت علم اليقين بأنني سوف احرق حرقا

**********
بامر من ملك الملوك
قطعت الشجرة بالفئوس تقطيعا
واقتلعت من جذورها اقتلاعا
وفي المساء عندما عاد الملك الى قصره
واكتحلت عيناه بلقياء الملكة
وابصرت الملكة يديه مخضبتين
وعينيه كما كانتا سوداوين
بارحت غرفة الملك
وهي ترشقه بضحكة ازدراء
مات الملك هما
وفي كل يوم وفي كل ان يموت الملك
لكن اشجار الجوز سوف تظل تورق
وتورق اوراقا خضرا ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القصيدة هي قصيدة
من اللغة الكردية ولكن تم ترجمتها الى اللغة العربية

لقد نقلتها اليكم نظرا لما تحتويه من معاني رائعة وسهولة الالفاظ
وهي اشبه ان تكون قصة بعد ترجمتها
لو تعودون لقرائة القصيدة لترون انها ينطبق على الوضع الحالي في العراق

فالقصيدة قد دارت بين ثلاثة اشياء دعونا نعرفها
اولا شجرة الجوز :- هي الارض التي سلب لونها الاخضر وراح ابنائها ضحيا الارهاب
ثانيا الملك :- فالملك الذي ضهر في االقصيدة لاداعي بان نعرفه فقد عرفتموه هو من قسوته ووعوده الكاذبة لشعبه
وسلب لون ارض بلاده والجوز الذي شبه به ابناء بالاده
ثلاثا الملكة :- وهنا المفاجئة الكبرى حيث ان الملكة هي امريكا ويؤسفني ان اطلق تعبيرا عليها بالملكة ولكنها ملكة
على الملك وليس على ابناء الشعب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحياتي لكم وفائق احترامي

مشكووووووووووور يالغلا^^

يسلمو وووووووتقبل مروري